زيلينسكي أمام مفترق طرق.. خطة ”النصر” في مواجهة التصعيد الروسي
يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في مواجهة خيارات معقدة مع استمرار تدهور الأوضاع الميدانية في حرب بلاده مع روسيا. ففي ظل خسارة أوكرانيا تدريجيًا لأراضيها وتراجع دعم حلفائها الغربيين، يطرح السؤال حول الخطوة المقبلة. هل سيواصل زيلينسكي النهج الحالي على أمل تحسن الأمور؟ أم يسعى إلى حشد دعم دولي جديد عبر خطة لإنهاء الحرب؟
وفقًا لتقرير صحيفة "تليجراف" البريطانية، اختار زيلينسكي الخيار الثاني، حيث توجه إلى الولايات المتحدة حاملًا ما وصفه بـ "خطة النصر"، التي وضع ملامحها العامة في إطار من السرية، لحين مناقشتها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومرشحي الرئاسة مثل دونالد ترامب وكامالا هاريس.
تتألف الخطة من أربعة محاور رئيسية تهدف إلى إجبار روسيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث أشار زيلينسكي إلى أن هذه الخطة ستعمل على تعزيز موقف أوكرانيا وستسهم في تهيئة أجواء دبلوماسية أكثر إيجابية، مع توقعات بالاتفاق على تنفيذها قبل نهاية العام.
وفي سياق متصل، كانت أوكرانيا قد وقعت ضمانات أمنية طويلة الأمد مع حوالي 30 دولة من حلفائها، تتعلق بمواصلة الدعم العسكري وتطبيق عقوبات على موسكو في حالة وقوع أي عدوان روسي آخر. ومع ذلك، تفتقر هذه الاتفاقات إلى بند الدفاع المشترك المماثل للمادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي ينص على أن الهجوم على دولة عضو هو هجوم على جميع الأعضاء.
يسعى زيلينسكي للحصول على ضمانة أمنية مماثلة، حيث يعتقد أن تهديد حلف الناتو سيكون كافيًا لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شن أي غزو آخر. لكن الولايات المتحدة تقاوم أي دعوة لانضمام أوكرانيا إلى الناتو، خوفًا من تصعيد النزاع مع موسكو.
وفي ميدان المعركة، كان هجوم كورسك الذي شنته القوات الأوكرانية الشهر الماضي أول هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية. واستخدمت فيه أوكرانيا دبابات بريطانية من طراز "تشالنغر 2" وقاذفات صواريخ أمريكية من طراز "هيمارز"، مستولية على حوالي 500 ميل مربع من الأراضي الروسية.
رغم أن الهجوم حقق نجاحات تكتيكية مثل الاستيلاء على أسرى حرب روس وتوجيه ضغوط على الكرملين لتحويل موارده، فإن موسكو لم تستجب كما كان متوقعًا، بل ضاعفت من هجماتها داخل أوكرانيا.
إذا نجحت خطة زيلينسكي في الاحتفاظ حتى بجزء صغير من منطقة كورسك، قد يمنحه ذلك ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات مستقبلية مع موسكو، مما يضع روسيا أمام معضلة كبيرة في حال تجميد خطوط الاشتباك الحالية واحتفاظ أوكرانيا بأراضٍ روسية.