بين الحرب والتمويل.. تحديات حزب الله في زمن الأزمات
يعاني حزب الله اللبناني من أزمة مالية خانقة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تعطيل ثلاثة من مصادره الرئيسية للتمويل. الخبراء يرون أن القدرات العسكرية للحزب تضررت جراء الهجمات التي استهدفت قياداته ومخازن أسلحته، مما ساهم في تقليص وتيرة الهجمات الصاروخية.
مصادر التمويل المتضررة
وفقًا لتقرير نشره موقع "فويس أوف أمريكا"، فإن الأزمة المالية التي يواجهها الحزب تعود إلى قصف الطيران الإسرائيلي لمؤسسة "القرض الحسن"، التي تُعد المصدر الرئيسي لتمويل حزب الله. هذه المؤسسة شبه المصرفية تُدار من قبل الحزب دون ترخيص حكومي، وتعتبر مصدرًا حيويًا للأموال.
أضاف التقرير أن مصادر التمويل الأخرى تأتي من البنوك التجارية المفلسة في لبنان، بالإضافة إلى الطائرات التي تصل إلى مطار بيروت محملة بالأموال، خاصةً من إيران. في 30 سبتمبر الماضي، ذكرت قناة "إم تي في" اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت "مراكز تخزين النقد" التابعة لحزب الله، مما ترك الحزب في حالة من العجز المالي.
تأثير القصف على الرواتب
قال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إن الضغوط المالية أثرت بشكل كبير على حزب الله، حيث أصبح غير قادر على دفع رواتب أعضائه الذين يعانون من الضغوط المعيشية.
الوصول إلى النظام المصرفي
ديفيد آشر، المسؤول السابق في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين، أشار إلى أن حزب الله يواجه "مشاكل عميقة" في الوصول إلى النظام المصرفي اللبناني. كما أفاد أن العديد من أغنى المصرفيين في لبنان فروا إلى الخارج خوفًا من التعرض لاستهداف إسرائيلي.
نقص الأموال الإيرانية
من جهة أخرى، يعتبر نقص الأموال النقدية القادمة من إيران، الراعي الرئيسي لحزب الله، من أبرز التحديات التي تواجه الحزب. المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري أعلن أن القوات الجوية الإسرائيلية بدأت بدوريات في المجال الجوي لمطار بيروت لمنع أي طائرات تحمل أسلحة أو أموال من الهبوط.
القتال والدافع الديني
رغم نقص الأموال، يشير خشان إلى أن ذلك لن يمنع آلاف المقاتلين من حزب الله من محاربة القوات الإسرائيلية. يرى أن الدافع وراء القتال، الذي يستند إلى الحماس الديني، يمثل عاملاً أقوى من مجرد الأموال، حيث إن توفر الغذاء والذخيرة قد يكون أكثر أهمية في هذا السياق.
حزب الله يواجه تحديات مالية كبيرة بسبب القصف الإسرائيلي وفقدان مصادر التمويل الرئيسية. ومع ذلك، فإن الدافع الديني قد يساهم في استمرار القتال رغم الضغوط المالية، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة.