بايدن في أنجولا.. خطوة نحو تعزيز التعاون الأفريقي وتوسيع آفاق التجارة العالمية
يتوجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أنغولا اليوم الأحد في رحلة تهدف إلى الوفاء بوعده بزيارة قارة أفريقيا خلال فترة رئاسته. وتأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، حيث يركز الرئيس الأمريكي خلالها على مشاريع استراتيجية كبيرة تدعمها واشنطن، بما في ذلك مشروع متمثل في بناء شبكة سكك حديدية جديدة تربط جمهورية الكونغو الديمقراطية بزامبيا عبر ميناء لوبيتو الأنغولي على المحيط الأطلسي.
المشروع السككي بين الكونغو وأنغولا
يهدف المشروع، الذي يموله جزئيًا قرض أمريكي بقيمة 550 مليون دولار، إلى تعزيز التجارة والصادرات بين الكونغو الغنية بالموارد وزامبيا، وهو يشكل طريقًا سريعًا وفعالًا للصادرات إلى الغرب عبر ميناء لوبيتو. يتوقع أن يسهم المشروع في تسهيل حركة المعادن الأساسية مثل النحاس والكوبالت، التي تعتبر مكونات حيوية في صناعة البطاريات والأجهزة الإلكترونية.
التنافس مع الصين
ويعد مشروع السكك الحديدية جزءًا من الجهود الأمريكية لتطوير البنية التحتية في المنطقة، حيث تشهد الكونغو وجودًا صينيًا كبيرًا في استخراج المعادن. وقد أثار ذلك قلقًا متزايدًا في واشنطن نظرًا للدور البارز الذي تلعبه الصين في استثمارات التعدين في المنطقة. على إثر ذلك، وقعت الصين اتفاقية مع تنزانيا وزامبيا في سبتمبر الماضي لإعادة إحياء خط سكة حديد منافس يتجه إلى الساحل الشرقي لأفريقيا.
علاقات أمريكا بأنغولا
تعكس زيارة بايدن تحولًا كبيرًا في العلاقات الأمريكية مع أنغولا، التي شهدت تاريخًا معقدًا وصراعات دموية في فترة الحرب الأهلية التي دامت 27 عامًا. فقد دعمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق الأطراف المتنافسة في تلك الحرب. ومع حصول أنغولا على استقلالها في عام 1975، أقامت واشنطن علاقات دبلوماسية مع البلاد في عام 1993.
التعهدات الأمريكية تجاه أفريقيا
تسعى زيارة بايدن إلى الوفاء بتعهداته تجاه قارة أفريقيا، حيث وعد بتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، الصحة، والتجارة. لكن هناك بعض التعهدات التي لم تتحقق بعد، مثل دعم حصول أفريقيا على مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وبالرغم من قرب انتهاء فترة رئاسة بايدن، يُتوقع أن يستمر هذا المشروع في دعم أنغولا من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض في يناير.
الشركات الداعمة للمشروع
يشمل المشروع أيضًا دعمًا من شركات كبرى مثل "ترافيجورا" العالمية لتجارة السلع الأساسية، ومجموعة "موتا إنجيل" البرتغالية للبناء، وشركة تشغيل السكك الحديدية "فيكتوريس"، التي تساهم في إعادة بناء شبكة السكك الحديدية التي تبلغ 1300 كيلومتر (800 ميل) من لوبيتو إلى الكونغو.