صمود الإيزيديات.. أمل التعافي وسط ذكريات الألم في العراق
تنتظر الناجية الإيزيدية شيرين خيرو في مخيمات النزوح بشمالي العراق بدء دراستها العليا، رغم المعاناة النفسية والجسدية التي عاشتها جراء تعذيب تنظيم داعش لها على مدار ثلاث سنوات. وعلى الرغم من مرور عقد على سيطرة التنظيم على قضاء سنجار، ما زالت خيرو وعدد كبير من الناجيات يعيشن في المخيمات، محرومات من العودة إلى ديارهن المدمرة.
رغم إعلان العراق الانتصار على داعش في 2017، تظل مأساة سنجار حاضرة في حياة آلاف الناجيات الإيزيديات. في أغسطس 2014، هاجم التنظيم المنطقة وارتكب مجازر إبادة جماعية، حيث اختطف أكثر من 6400 إيزيدي، غالبيتهم من النساء والأطفال. بعد طرد داعش من سنجار في 2015 بمساعدة التحالف الدولي، لا تزال آثار الدمار تشكل عائقًا أمام عودة الناجيات.
تعكف خيرو على استكمال تعليمها بعد حصولها على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، لكنها تخشى من العودة إلى سنجار، حيث لا تزال الذكريات المؤلمة حاضرة، والدمار في كل مكان. كما أشار تقرير من مجلس النواب العراقي في 2021 إلى أهمية قانون الناجيات الإيزيديات الذي يعترف بالجرائم التي ارتكبها داعش ويوفر الدعم للناجيات.
تُعالج المديرية العامة لشؤون الناجيات عددًا من الحالات، وقد استطاعت تقديم الدعم المالي لمئات الناجيات. بينما تُعلن وزارة الهجرة والمهجرين عن حوافز تشجيعية للنازحين العائدين، تبقى أوضاع الناجيات صعبة، مع استمرار معاناتهن في المخيمات.
ومع وجود جهود من قبل منظمات غير حكومية لدعم الناجيات، إلا أن التحديات الأمنية والسياسية في سنجار تعقد عملية العودة، حيث تسيطر فصائل مسلحة على المنطقة. وفي الذكرى العاشرة للإبادة، تعهدت الحكومة العراقية بتحسين الأوضاع، لكن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية لا تزال تحد من عودة الناجيات إلى ديارهن.