المغرب يبدد الظلام.. تفوق في مكافحة التهديدات الإرهابية
نجحت السلطات المغربية في الكشف عن خلية إرهابية تضم ثلاثة أفراد كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تستهدف أمن المملكة. جاء ذلك في إطار الاستراتيجية الاستباقية التي أثبتت فعاليتها في مواجهة التهديدات الإرهابية.
استناداً إلى معلومات دقيقة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من توقيف ثلاثة أفراد تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاماً، مرتبطين بتنظيم "داعش". هؤلاء الأفراد كانوا يخططون لتنفيذ مشاريع إرهابية تهدد سلامة المواطنين والنظام العام، وذلك ضمن الجهود المستمرة لتحييد المخاطر الإرهابية.
ووفقاً لبيان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، فقد تم تنفيذ عمليات توقيف في مدن فاس والفنيدق والجماعة القروية "ولاد غانم" بإقليم الجديدة. وقد أسفرت عمليات التفتيش عن ضبط مجموعة من الدعامات الإلكترونية التي ستخضع لخبرات رقمية، إلى جانب أسلحة بيضاء وشعار لتنظيم "داعش" مرسوم على قطعة خشبية، بالإضافة إلى مخطوطات ذات طابع متطرف.
تشير الأبحاث الأولية إلى أن المشتبه فيهم بايعوا الخليفة المزعوم لتنظيم "داعش" وشاركوا في التحضير لمشاريع إرهابية، بما في ذلك اكتساب مهارات في إعداد العبوات الناسفة. كانت خططهم تستهدف مصالح حيوية بالمملكة في إطار عمليات "الإرهاب الفردي".
وأضاف البيان أن المشتبه فيهم الثلاثة قيد الحراسة النظرية خلال التحقيق الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف الكشف عن تفاصيل مخططاتهم والروابط المحتملة مع تنظيمات إرهابية خارج المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن استراتيجية الأجهزة الأمنية المغربية، بفضل يقظة وكفاءة قواتها، قد أثمرت في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية المرتبطة بتنظيم "داعش" في فترات متباينة. وقد أثبت المغرب فعاليته في مكافحة الإرهاب بعد أحداث مايو 2003 في الدار البيضاء، حيث اتخذت السلطات تدابير فعالة لمواجهة التهديدات الإرهابية.
بعد مرور 21 عاماً على تلك الأحداث، تمكن المغرب من تحقيق نتائج بارزة في مكافحة الإرهاب، مما أكسبه إشادات دولية. فقد أثنى التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية في مارس 2024 على الدور الفعال للمملكة في التصدي للتهديدات الإرهابية على الصعيدين الإقليمي والدولي. كما أكدت المجلة الإلكترونية للوزارة على مكانة المغرب كرمز للسلام والاستقرار في المنطقة.
في سياق متصل، أعرب وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، خلال زيارته للمغرب في أبريل 2024، عن تقديره للتعاون الأمني بين فرنسا والمغرب، مشيداً بجهود الشرطة المغربية في حماية الأمن. كما أكد وزير الداخلية الإسباني، فيرناندو غراندي مارلاسكا، على أهمية التعاون بين المغرب وإسبانيا في تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فرونكوف، بالدعم القوي الذي يقدمه المغرب لبرنامج مكافحة الإرهاب، معتبراً إياه مساهمة هامة في الحفاظ على السلم والاستقرار العالمي.