أهداف إسرائيل من التصعيد ضد حزب الله.. تحييد التهديد وليس التدمير
بعد نحو عشرة أيام من التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد "حزب الله"، يبرز توجه واضح بين المسؤولين والخبراء الأمريكيين، يشير إلى أن هدف إسرائيل يتمثل في "تحييد" الحزب وليس تدميره بالكامل.
يعتقد ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى، أن الهدف الرئيسي وراء العمليات العسكرية الإسرائيلية هو ضمان عودة نحو 70,000 من المواطنين الإسرائيليين الذين فروا من الشمال بسبب التهديدات التي شكلها "حزب الله" منذ أكتوبر الماضي. ويؤكد شنكر أن إسرائيل تسعى لتحييد التهديد، وليس لاحتلال الأراضي اللبنانية مرة أخرى، بل لضمان عدم قدرة "حزب الله" على شن غزوات مستقبلية على إسرائيل.
وأشار شنكر إلى أن الضربات الإسرائيلية كان لها تأثير عميق على "حزب الله"، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 مقاتل من التنظيم. وفيما يتعلق بالضحايا المدنيين، أكد أن الحزب يضع ترسانته بين المدنيين، مما يؤدي إلى مآسٍ غير مبررة.
على جانب آخر، اعتبر مايكل روبن من معهد "أميركان إنتربرايز" أن إسرائيل تسعى لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من سلاح "حزب الله" جنوب لبنان. وأكد أن أي دولة لا يمكن أن تتسامح مع الهجمات المستمرة من الجوار، كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل.
من ناحية أخرى، أكد ماثيو ليفيت من "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا واضحين بشأن أملهم في نجاح الجهود الدبلوماسية لإقناع "حزب الله" بوقف قصف إسرائيل. لكنه أضاف أن الجيش الإسرائيلي سيفعل ما يلزم لإنهاء الهجمات الصاروخية إذا لم تنجح هذه الجهود.
كما أشار ديفيد داود من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" إلى أن هدف إسرائيل لا يقتصر على استعادة الهدوء، بل يتضمن دفع "حزب الله" للانسحاب بعيدًا عن الحدود لتحييد تهديداته. ومع ذلك، يبدو أن "حزب الله" لا يرغب في الدخول في حرب موسعة في الوقت الحالي.
بالنسبة للدور الإيراني في هذا الصراع، أشار شنكر إلى أن طهران قد تفضل استمرار الحرب عبر وكلائها بدلاً من الانخراط في صراع مباشر مع إسرائيل، حيث تهدف للحفاظ على نفوذها دون تعريض نفسها لخطر أكبر.
خلاصة القول، تعكس التصريحات والتحليلات من الجانبين أن الوضع في المنطقة معقد، وأن أهداف إسرائيل تتجاوز مجرد الرد العسكري، بل تهدف إلى تحقيق توازن استراتيجي يسمح لها بالتحكم في التهديدات من "حزب الله" وتحسين الوضع الأمني في الشمال.