الحراك الجزائري.. نار تحت الرماد في مشهد انتخابي محسوم
يعتبر خبراء أن الحراك الشعبي في الجزائر الذي أزاح الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة من السلطة قد تراجع بشكل ملحوظ، إلا أن الوعي الذي خلفه لا يزال حاضراً في المجتمع. فمنذ انطلاق الحراك في فبراير 2019، والذي بدأ بشعار "لا للولاية الخامسة" وتطور إلى "لا للنظام"، تمكن من دفع بوتفليقة للاستقالة. ومع ذلك، لم يستطع الحراك تحقيق مطالبه الرئيسية مثل الحرية والعدالة، وفقًا لما يراه الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي.
تراجع الاحتجاجات
تراجعت الحركة الاحتجاجية مع انتشار جائحة كوفيد-19 وقمع السلطات، لكن تداعياتها لا تزال ملموسة في المشهد السياسي الجزائري. الباحث جابي يشير إلى أن النظام الجزائري يعتمد على الانتخابات كوسيلة للخروج من الأزمات، رغم أن التجربة تُظهر أن الانتخابات لم تُسهم في حل مشاكل النظام.
في الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر، يسعى الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون للفوز بولاية ثانية، مدعوماً بائتلاف حزبي كان قد دعم بوتفليقة سابقاً. ورغم مشاركة مرشحين آخرين مثل يوسف أوشيش وعبد العالي حساني، إلا أن مراقبين يرون أن النتائج محسومة لصالح تبون. لكن التحدي الأكبر للنظام في هذه الانتخابات يكمن في نسبة المشاركة، وفقاً لجابي، حيث أن الجزائريين يدركون مسبقاً من سيكون الرئيس.
من ناحية أخرى، قررت شخصيات بارزة من الحراك، مثل القاضية والمحامية زبيدة عسول، الترشح للانتخابات على الرغم من توقعات فوز تبون. ورأت عسول أن المشاركة السياسية هي الطريق الصحيح نحو التغيير، مؤكدة أن الحراك خلق وعياً مجتمعياً، خصوصاً لدى الشباب.
من جانبه، يرى المحامي عبدالله هبول أن الحراك أحدث تغييرات كبيرة في النظام، حيث لم يعد منصب الرئيس محصناً تماماً من المساءلة. وأكد أن القانون استعاد بعضاً من قيمته في البلاد، رغم استمرار اعتقال مئات النشطاء السياسيين.
وفي الوقت الذي تستمر فيه السلطات بقمع الحراك، يعبر مراقبون عن قناعتهم بأن الجزائريين قد يعودون إلى الاحتجاجات، معتبرين أن "الحراك فكرة، والفكرة لا تموت".
عبد المجيد تبون يفوز بولاية رئاسية ثانية في الجزائر
أعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر، يوم الأحد، فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية رئاسية ثانية، بعد أن حسم الانتخابات بفارق كبير، حيث حصل على 94.65% من أصوات الناخبين.
وتفوق تبون بشكل ساحق على منافسيه، يوسف أوشيش، السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، وعبد العالي حساني شريف، رئيس حركة مجتمع السلم، اللذين حصلا على 2.16% و3.17% من الأصوات على التوالي.
وفي مؤتمر صحفي، أفاد رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، بأن أكثر من 5.5 مليون ناخب شاركوا في العملية الانتخابية، من أصل حوالي 24 مليون ناخب. وأعرب عن ارتياحه لمشاركة المواطنين الواسعة، مؤكداً أن أجواء الانتخابات كانت "هادئة وسليمة".
بحسب الأرقام، حصل تبون على 5.32 مليون صوت من أصل 5.63 مليون صوت مسجل، مما يعكس دعمًا كبيرًا له في هذه الانتخابات.