اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
غزة تحت الحصار.. تدهور إنساني مروع وسط محاولات لوقف إطلاق النار مدير الجامع الأزهر يتفقد اختبارات مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بعد تأجيلها وسط الضغوط.. زيارة رئيس وزراء فرنسا لمايوت بين التحديات الإنسانية واختبار الحكومة الجديدة أدعية استقبال العام الميلادي الجديد لقضاء الحوائج وزيادة الرزق الجولاني يكشف عن خطة الانتقال السياسي في سوريا.. دستور جديد وانتخابات بعد ثلاث سنوات مصر تدين الاستهداف الممنهج للاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات في قطاع غزة ترامب يخطط لاستخدام القواعد العسكرية لترحيل المهاجرين.. استراتيجية جديدة للهجرة الجماعية نتنياهو يخضع لجراحة جديدة.. التاريخ الطبي لرئيس وزراء إسرائيل الدكتور أسامة الأزهري يفتتح الجمعية العامة لاتحاد الأوقاف العربية بعثة سلام إفريقية جديدة إلى الصومال.. خطوة حاسمة في مواجهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار تفاصيل جديدة حول اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. عملية معقدة ومحرجة لإيران بعد إثارة الفنان أحمد الفيشاوي الجدل.. الإفتاء تكشف حكم الوشم في الشرع

الهاجس الأفريقي.. الحوثيون يزجّون بالمهاجرين كوقود حرب في اليمن

اليمن
اليمن

في خضم الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعالم، يهرب المهاجرون الأفارقة من بلدانهم، في رحلة مليئة بالمخاطر نحو مستقبلٍ أفضل. إلا أن العديد منهم، الذين كانوا يطمحون في الوصول إلى أوروبا، وجدوا أنفسهم عالقين في اليمن، الذي كان في وقتٍ ما محطة عبور، ولكنّه تحول إلى وجهة الموت والدمار، حيث لاقت حياتهم بيد مليشيات الحوثي. هذه المليشيات، التي تواصل استغلالهم كوقود حرب، تجندهم قسرًا وتعرضهم لانتهاكات لا إنسانية، مما يعرضهم لمعاناة متواصلة.

تقرير جديد يكشف عن الانتهاكات الحوثية

سلط تقرير حديث لمنظمة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون ضد المهاجرين الأفارقة، ولا سيما تجنيدهم قسرًا واستخدامهم في الصراعات المسلحة. التقرير، الذي حمل عنوان «تمرد الأفارقة ضد الحوثيين»، يكشف عن تفاصيل صادمة حول معسكرات التدريب والاستقطاب التي أنشأتها المليشيات، والتي أبرزها جامع الشهداء في صنعاء.

مراكز تدريب وجرعات فكرية

وفقًا للتقرير، أقامت المليشيات الحوثية أربع مراكز تدريب عسكرية جديدة للمهاجرين الأفارقة، تشمل مناطق مختلفة مثل الحديدة والجوف وصعدة وحجة. وكان جامع الشهداء في صنعاء، الذي تحول إلى معسكر مفتوح، بمثابة أحد المراكز البارزة التي يتم فيها استقطاب المهاجرين، خاصة خلال شهر رمضان 2023، حيث تم تدريب 200 مهاجر من جنسيات أفريقية متعددة.

إضافة إلى ذلك، أنشأ الحوثيون برامج "ثقافية" و"طائفية" تستهدف الشباب والأطفال الأفارقة الذين يتم تجنيدهم في صفوفهم، حيث يتم تلقينهم أفكارًا مناهضة للقيم الإنسانية قبل أن يُزجّ بهم في الجبهات للقتال.

تمرد ورفض الانصياع للأوامر

كشف التقرير أيضًا عن حدوث تمرد من بعض المهاجرين الأفارقة في وجه الحوثيين نتيجة الانتهاكات المستمرة والمعاملة القاسية. وقد أسفر هذا العصيان عن مقتل مهاجر وإصابة آخرين، مما دفع المليشيات إلى قمعهم بوحشية، تحت مسمى "مكافحة الشغب". ورغم ذلك، استمر الحوثيون في سعيهم لاستخدام هؤلاء المهاجرين في صفوفهم، بل استقدموا المزيد منهم لتلقي تدريبات عسكرية في مسعى لتوسيع قاعدة قواتهم.

استغلال وتهريب الأسلحة

كما كشف التقرير عن تورط بعض الشخصيات في تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر، حيث تم ربطهم بشبكات تجارية تمتد من القرن الأفريقي إلى اليمن، تحت إشراف مسؤولي الحوثيين. وكان الهدف من ذلك هو دعم الحركة الحوثية في حربها، ورفع مستوى استعداداتها القتالية.

عواقب التجنيد القسري والممارسات العنصرية

أشار التقرير إلى أن المليشيات الحوثية مارست جرائم جسيمة بحق المهاجرين الذين رفضوا الانضمام إلى صفوفهم، شملت التعذيب والإخفاء القسري والعنف الجنسي. هذه الانتهاكات تذكر بحادثة عام 2021 التي راح ضحيتها أكثر من 60 مهاجراً، في مراكز الاحتجاز التي تديرها المليشيات. كما طردت الجماعة الحوثية آلاف المهاجرين الإثيوبيين من شمال اليمن عام 2020، مستخدمة الأسلحة الثقيلة ضدهم.

الانتقادات والدعوات إلى التحرك الدولي

في ختام التقرير، طالبت المنظمة الدولية بفرض عقوبات على القادة الحوثيين المتورطين في استغلال المهاجرين، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لإيقاف هذه الممارسات الوحشية. كما أكدت على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة للمهاجرين الأفارقة وضمان وصولهم إلى مناطق آمنة بعيدًا عن الصراع.

وفي هذا السياق، شدد التقرير على ضرورة دعم الحكومة اليمنية الشرعية وقوات خفر السواحل اليمنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وضمان حماية المهاجرين، مؤكدًا أن تداعيات هذا الوضع لا تقتصر على اليمن فقط، بل تمتد لتؤثر على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.


رحلة المهاجرين الأفارقة التي كانت مليئة بالأمل في البداية، تحولت في الكثير من الحالات إلى معركة للبقاء على قيد الحياة في مواجهة مليشيات الحوثي التي لا تتورع عن استخدامهم كأدوات حرب، فيما يعانون من انتهاكات لا حصر لها. وبينما تستمر الأزمة في تفاقمها، يبقى المجتمع الدولي في اختبار حقيقي حول كيفية التعامل مع هذه المأساة الإنسانية التي تتسارع بشكل دراماتيكي في اليمن.

موضوعات متعلقة