اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

جامعة الزيتونة.. منارة أشعت علماً ومعرفة

جامعة الزيتونة
جامعة الزيتونة

جامعة الزيتونة في تونس، منارة نشرت شعاعها في أنحاء العالم الإسلامي، وهي واحدة من أقدم وأعرق الجامعات في العالم الإسلامي والعالم ككل، تمثل إرثاً علمياً وحضارياً متجذراً في تاريخ الأمة الإسلامية.

الدور التعليمي والتنويري لجامعة الزيتونة

كانت ولا تزال منارة للعلم والمعرفة، إذ احتضنت عبر العصور العديد من العلماء والمفكرين الذين أثروا الحياة الفكرية والعلمية في العالم الإسلامي وخارجه.

واشتهرت جامعة الزيتونة بتدريسها لمختلف العلوم، من الفقه الإسلامي والمذهب المالكي إلى العلوم الإنسانية والطبيعية. وقد لعبت دوراً محورياً في نشر الثقافة الإسلامية وتعزيز الفكر المعتدل والمتوازن، وتواصل الجامعة أداء رسالتها التعليمية والبحثية، مستقطبةً طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم، لتظل بذلك رمزاً للتراث العلمي والتقدم الفكري في تونس والعالم الإسلامي.

تأسيس جامع الزيتونة.. نواة الجامعة

كانت النبتة الأولي للجامعة هي جامع الزيتونة والذي تأسس في سنة 79 للهجرة، أي خلال القرن الأول، بأمر من القائد الأموي حسان بن النعمان الذي نقل مركز الثقل في شمال البلاد من مدينة قرطاج إلى مدينة تونس. توسعت تونس وبُني جامعها الأعظم باستخدام حجارة وأعمدة مباني قرطاج التي تحولت منذ ذلك التاريخ إلى مدينة أثرية. أتم والي القيروان الأموي عبد الله بن الحبحاب بناء الجامع، ليصبح فرعًا للتعليم القيرواني، إذ كانت القيروان قد بدأت تشهد انطلاقة حركتها العلمية والفقهية التي وصلت أوجها مع الأغالبة والفاطميين وحتى الزيريين.

وأهم دور لعبه جامع تونس الأعظم هو الدور التعليمي، حيث تأسست فيه منذ البداية جامعة مستمرة إلى اليوم في التدريس ومنح الشهادات العلمية، وهي جامعة الزيتونة التي تعتبر اليوم أقدم جامعة في العالم، وبُني بعد ذلك مقر جديد عصري لهذه الجامعة مستقل عن الجامع الأعظم.

تاريخ نشأة جامعة الزيتونة

انتظمت الدروس في جامعة الزيتونة منذ سنة 737 م الموافق لسنة 120 هـ، وقد درس بها ابن خلدون صاحب كتاب المقدمة وواضع علم العمران البشري.

ظلت قلعة علمية رغم محاولات توظيفها سياسياً في أكثر من مرحلة من مراحل الحكم قطباً جامعياً وعلمياً ودينياً ثابتاً على مرجعيته الوسطية.

وتخضع لإشراف "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي"، ويتبع لها "المعهد العالي لأصول الدين بتونس"، و"المعهد العالي للحضارة الإسلامية بتونس"، و"المعهد العالي للخطابة والإرشاد الديني بالقيروان"، و"مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان".

رسالة الجامعة ودورها في نشر الفكر المعتدل

ووصل إشعاع جامعة الزيتونة إلى سائر الأقطار الإسلامية والعالم بعد أن أشعت علماً ومعرفة ليس فقط في علوم الدين والمذهب المالكي وإنما في سائر علوم العصر في تلك الأزمنة الغابرة. تخرج منها ليس فقط أهل تونس وإنما أيضا من أصبحوا قادة لاحقا في مجتمعاتهم ونهضوا بها في البلاد المغاربية وغيرها.

وتشكل جامعة الزيتونة، وهي أقدم جامعات العالم، منارة علمية لا تزال مقصد طلبة العلم من كل حدب وصوب، إذ ترسخ معالم المذهب المالكي المعتدل والعقيدة الأشعرية الوسطية، في إطار من التوازن المذهبي والاستمرار العلمي الذي تدفق عبر شرايين شيوخ نهلوا علومهم من بلاد الحجاز واحتكوا بإرث المدينة المنورة العلمي. كانوا أوفياء لأصول المذهب المالكي في رخصه وسماحته ومرونته.

ورغم كل التحديات التي مرّ بها التعليم الزيتوني في تونس، سواء خلال حكم البايات أو الاحتلال الفرنسي أو حقبة الاستقلال والحصار العلماني، فقد حافظ على وسطيته واعتداله، واستقطابه لطلاب العلوم الشرعية من مختلف آفاق العالم.

ويمثل حصناً حصيناً للفكر الإسلامي في تونس الذي يواجه غلواً علمانياً من جهة وتطرفاً دينياً من جهة أخرى، حيث يجتهد في الحفاظ على الإرث العلمي الإفريقي الذي انتشر في ربوع كثيرة.

موضوعات متعلقة