اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
بين الضغوط الداخلية والتحديات الإقليمية.. كولومبيا أمام معضلة فنزويلية مفتي الديار المصرية: البرنامج التدريبي لعلماء ماليزيا يستهدف تأهيلهم بأحدث الأدوات الفقهية لإدارة الفتوى أرض المعاناة.. السودان بين الدمار والنزوح في ظل الحرب المستمرة الذكرى الأول لهجوم 7 أكتوبر.. جرس إنذار عالمي للتهديدات الإرهابية في اليوم العالمي للمعلم.. مفتي الديار المصرية: الإسلام دين العلم والمعرفة وتعمير الكون وزير الأوقاف المصري: البرنامج التدريبي لعلماء دور الإفتاء الماليزية خلاصة الخبرة وعصارة المعرفة المصرية لعبة النيران.. إسرائيل تتأهب لردود حاسمة ضد إيران وميليشياتها الرئيس السيسي يشارك في احتفالات الذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر مذبحة بارسالوغو.. إنسانية تحارب في ظلال الإرهاب الدموي احتفالا بالذكرى ال 51.. «البحوث الإسلامية»يطلق حملة توعوية شاملة: ”أكتوبر..إرادة الماضي ووعي المستقبل” وزير الأوقاف المصري: انتصارات أكتوبر المجيد كانت تطبيقًا تاريخيًّا ومثاليًّا لصمود الشعب حرب وركود.. تأثير الصراع على الاقتصاد الإسرائيلي وتاريخه المؤلم

تتحدى العدوان الإسرائيلي.. قصة المدرسة المتنقلة في غزة

المدرسة المتنقلة في غزة
المدرسة المتنقلة في غزة

وسط ظروف قاسية خلفتها 9 أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، تحاول المعلمة المتطوعة نور نصار (24 عاما) منح الأطفال حقهم بالتعليم الذي سلبته منهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بعد تدميرها للمدارس والمباني التعليمية إضافة لما فرضته من ظروف معيشية قاسية.

نصار، التي أجبرت على ترك منزلها في رفح جنوب القطاع، بسبب الاجتياح الإسرائيلي والنزوح لمدينة دير البلح وسط القطاع، وجدت نفسها أمام مهمة إعادة الحق بالتعليم لبعض الأطفال النازحين.

وبإصرار كبير، تجوب نصار مخيمات النازحين والمناطق المدمرة برفقة مدرستها المتنقلة والتي تحملها داخل حقيبة قماشية كبيرة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

وتدمج نصار الأنشطة التعليمية مع الترفيهية لخلق أجواء من التفاعل بين الأطفال وللتخفيف من حدة التوتر التي خلفتها الحرب وتداعياتها.

بعد وصولها لأحد مخيمات النزوح وسط القطاع، بدأت المعلمة نصار بتجهيز فصلها الدراسي عبر تثبيت السبورة الصغيرة التي أخرجتها من حقيبتها القماشية، داخل إحدى الخيام.

علقت فوق السبورة لافتة كُتب عليها جملتين: "مدرسة على الطريق" و"ما دام الأمل طريقا فسنحياه".

وبدأت نصار عمليتها التعليمية، بتنفيذ مجموعة من الأنشطة البدنية، التي تساعد الطلاب في تنشيط أذهانهم وتخفيف حدة التوتر.

تقول المعلمة نصار، إن الهدف من مبادرتها التي أطلقت عليها اسم "مدرسة على الطريق"، هو "مقاومة الاحتلال بتعليم الأطفال".

وتابعت: "الاحتلال دمر المدارس والمباني التعليمية في مسعى منه لتجهيل الأطفال والطلاب، اليوم ومن خلال هذه المبادرة نقاوم هذا الهدف ونزرع حب التعليم داخل الأطفال".

واجهت المتطوعة "نصار"، مجموعة من التحديات لتنفيذ هذه الفكرة المبادِرة تمثلت أبرزها في عدم تقبل الأطفال لفكرة العودة للتعليم بعد أن التحقوا بأعمال من شأنها أن تساهم في توفير لقمة العيش لعائلاتهم.

وقالت عن ذلك: "حينما طلبت من طفل الالتحاق بالصف قال لي أفضل أن أذهب لأجمع النقود، الدراسة لن تفيدني بشيء في هذه الظروف".

رد هذا الطفل كان يتسق مع تفكير بعض الأهالي الذين وجدوا في أطفالهم معيلا لهم، بعد أن فقدوا المعيل الأساسي لهم سواء بالقتل أو الاعتقال أو الإصابة.

حاولت "نصار" تجاوز هذا التحدي من خلال تنفيذ حملات توعوية تشمل أهالي الأطفال والأطفال ذاتهم، لحثهم على أهمية العودة للتعليم.

وبعد فترة، نجحت نصار في تخطي هذا التحدي حيث وجدت مجموعة من الأطفال الذين انضموا للعمالة، يتركون أعمالهم ويلتحقون بدروسها، كما قالت.

وتابعت: "حولت من خلال حملات التوعية، عزوف الأطفال والعائلات عن الالتحاق بالدروس التعليمية، إلى رغبة ملحة".

واستكملت قائلة: "بعد قترة ترك مجموعة من الأطفال أعمال البيع في الشارع والتحقوا بالدراسة".

تقول المعلمة "نصار"، إن فكرة إنشاء المدرسة المتنقلة جاءت من أجل طمأنة الأهالي على أطفالهم الذين يلتحقون بالعملية التعليمية.

وتتابع: "فكرة وجود مدرسة بالقرب من مكان نزوح الأطفال أو إقامتهم تبعث بالطمأنينة في نفوس الأهالي، خاصة في ظل التوتر والقصف الإسرائيلي المستمر الذي يتعرض له قطاع غزة".

وتشير إلى أنها تجوب بهذه المدرسة مخيمات النزوح ومناطق تضم منازل مهدمة عاد إليها سكانها.

ولفتت إلى أن مدرستها المتنقلة تستهدف الأطفال من عمر 6-11 عاما، قائلة: "إنها تسعى لتوسيع النقاط التعليمية واستهداف أطفال بفئات عمرية أكبر".