توسيع تغطية حركة الشباب في وسائل الإعلام.. التحديات والآثار على الساحة الإسلامية
أعلنت وكالة شهادة الإخبارية، إحدى أبرز وسائل الإعلام الاجتماعي التابعة لحركة الشباب الصومالية، أنها توسع تغطيتها لتشمل جميع دول العالم الإسلامي.
وأعلنت وكالة شهادة الإخبارية عن إنشاء حسابين لها على فيسبوك وإكس (تويتر سابقاً) ونشرت الرسالة التالية: “لن نكتفي بعد الآن بالصومال وشرق إفريقيا كعهدنا دائماً، إذ نحاول تقديم خدمة إخبارية تراعي تسارع الأحداث وتعقيدها وشمولية الصراع”.
ومن دأب وكالة شهادة الإخبارية أنها تنشر عدة مقالات باللغة العربية على موقعها الإلكتروني يومياً، معظمها ترجمات لأخبار باللغة الإنجليزية من مصادر إعلامية تقليدية، لكن بعضها تقارير وتحليلات مكتوبة بالعربية. وحتى عهد قريب، كانت تتناول هذه المقالات في الغالب ما يحدث في الصومال وكينيا وشرق إفريقيا.
وكشفت المجموعة البحثية المستقلة «مختبر الإنترنت والجهاد» بمعهد بحوث إعلام الشرق الأوسط أن وكالة شهادة أطلقت بين الحين والآخر من قبل حسابات على فيسبوك وتويتر، ولكنها كانت تُحذف في غضون أيام.
كما تنشر وكالة شهادة أيضاً بيانات رسمية تصدرها حركة الشباب، كالبيانات التي تعلن فيها مسؤوليتها عن الهجمات. وتُترجم هذه الأخبار العربية من بيانات باللغة الصومالية تُنشر في الأصل على وسيلة إعلامية أخرى تابعة لحركة الشباب تُدعى الكتائب، وتعمل في الغالب على منصة الرسائل المشفرة تيليغرام ولها قنوات متعددة بلغات متعددة. وتوصل الباحثون إلى أن رسائل حركة الشباب تخضع لإشراف مركزي وتتسم بالاتساق على جميع وسائل الإعلام.
وتقول جورجيا غيلروي في مقالها في مجلة «سي تي سي سنتينل»: “إن دلت سرعة انتشار الروايات من منصة إعلام اجتماعي لأخرى، ثم إلى الراديو ووكالات الأنباء، على شيء، فإنما تدل على مستويات عالية من التنسيق في البنية التحتية لاتصالات الجماعة”.
وأثبتت مؤسسة «كود فور أفريكا» غير الربحية في تحقيق منشور في عام 2023 وجود صلة واضحة بين الكتائب ووكالة شهادة الإخبارية، وكشفت عن العلاقة بينهما بما يظهر من دلائل مشاركة المحتوى المتطورة بين هذين الذراعين الإعلاميين، وتشكل هذه المشاركة تهديداً متنامياً للأمن. وينتشر ذلك التهديد الآن في القارة والشرق الأوسط إذ تبث حركة الشباب رسائلها إلى جمهور أوسع.
وجاء في التقرير: “يتضح يوماً تلو الآخر أن فك شفرة عمليات الكتائب ووكالة شهادة الإخبارية لهو السبيل لتفكيك شبكة النفوذ المتطرف لحركة الشباب، ويؤكد هذا الكشف على ضرورة التعجيل بمراقبة ومكافحة نشاط الجماعة الإرهابية على النوافذ الرقمية”.
ومضى يقول: “كما يسلط الضوء على أهمية وحيوية التعاون الدولي في القضاء على التهديد الذي يشكله هؤلاء المتلاعبون البارعون بالفضاء السيبراني إذ يستخدمون نفوذهم لنشر فكرهم المتطرف في منطقة الساحل وخارجها”.