الانتخابات الأمريكية.. هل تكون هزيمة ترامب مفتاح إعادة بناء الحزب الجمهوري؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في أمريكا، حيث تقترب الحملة من خط النهاية قبل اقتراع نوفمبر، يسعى كل مرشح لتحقيق التفوق على خصمه بشكل حاسم. ورغم أن المنطق يقتضي أن انتصار أي مرشح من الحزبين الرئيسيين يُعتبر نجاحاً مباشراً لحزبه ويحقق له مكاسب متعددة، فإن الكاتب السياسي جوناثان مارتن، رئيس مكتب الشؤون السياسية في مجلة "بوليتيكو"، يقدم تحليلاً مغايراً يسلط الضوء على كيف يمكن أن يُفيد فوز كامالا هاريس الحزب الجمهوري.
في عموده السياسي، الصادر اليوم الأربعاء، يشير مارتن إلى أن أفضل سيناريو ممكن للحزب الجمهوري في انتخابات نوفمبر هو أن يخسر الرئيس السابق دونالد ترامب "بشكل مدوٍ". ويعتقد مارتن أن هزيمة ترامب الساحقة في الانتخابات ستكون لها تأثيرات إيجابية على الحزب الجمهوري، على الرغم من أن ترامب لن يعترف بالهزيمة مهما كانت فادحة. فكلما كان فوز هاريس حاسماً، سواء في التصويت الشعبي أو المجمع الانتخابي، كلما قل الأكسجين السياسي الذي يتيح لترامب تكرار سيناريو عام 2020.
ويؤكد مارتن أن هزيمة ترامب ستسمح للجمهوريين ببناء حزب ما بعد ترامب بسرعة أكبر، موضحاً أن أي توجه ليبرالي قد تتبعه هاريس سيكون محكوماً بمجلس الشيوخ الذي من المتوقع أن يظل تحت السيطرة الجمهورية. كما يشير مارتن إلى أن الجمهوريين سيحصلون على أغلبية 6-3 في المحكمة العليا بحلول يناير، مما سيعمل كضابط توازن ضد السياسات التي قد تصدر عن البيت الأبيض الديمقراطي.
وصف مارتن هاريس بأنها "مرشحة طوارئ" تفتقر إلى الخبرة السياسية الكبيرة، وأنها ستكون أول ديمقراطية تتولى الرئاسة منذ عام 1884 بدون أغلبية في كلا المجلسين إذا نجح الجمهوريون في استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ. ويشير إلى أن هذا قد يؤدي إلى جمود سياسي، مع احتمالية عقد بعض الصفقات لتجنب الزيادات الضريبية الكبيرة، لكنه لن يؤدي إلى تبني سياسات رفاهية اجتماعية شاملة.
من جهة أخرى، يعتقد مارتن أن الانتخابات النصفية في عام 2026 ستكون فرصة جيدة للحزب الجمهوري، حيث يمثل ذلك العام نهاية ولاية ديمقراطية طويلة. ويضيف أن هزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة ستكون أكثر فائدة للجمهوريين على المدى الطويل، خصوصاً في ظل تراجع شعبيته وسيطرته على الحزب.
وينقل مارتن عن نقاشات مع سياسيين جمهوريين أن هناك إجماعاً على أن أفضل طريق للتخلص من ترامب هو هزيمته في الانتخابات الحالية، حتى إن بعضهم اقترح فكرة العفو عنه، بالإضافة إلى عفو عن ابنه هانتر، كوسيلة لإغلاق هذه الصفحة السياسية. ويعتقدون أن هذا سيساعد في تقليص تأثير الاضطهاد لدى ترامب، مما يمهد الطريق أمام الجمهوريين للعمل على استعادة قوتهم.
وفي المقابل، يشير مارتن إلى أن تحقيق هذا السيناريو لن يحل جميع المشكلات للديمقراطيين، الذين يعتمد تحالفهم الهش بشكل كبير على مواجهة ترامب. وبعد رحيله، قد يواجه الديمقراطيون صعوبة في الحفاظ على وحدتهم وجمع التبرعات والحفاظ على الحماس.
هذه التحليلات والتوقعات تعكس حالة من الترقب في الأوساط السياسية الأمريكية، حيث يترقب الجميع تأثيرات نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة على مستقبل الحزبين والمشهد السياسي بشكل عام.