اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

لعبة الشطرنج الإثيوبية.. تسارع التوترات الإقليمية في ظل السياسة الخارجية لأديس بابا

التوترات السياسية الإثيوبية
التوترات السياسية الإثيوبية

تعهدت السياسة الخارجية الإثيوبية سابقاً بتوسيع نفوذ البلاد وتعزيز دورها في الشؤون الإقليمية والقارية، والالتزام بالقومية الإفريقية. ومع ذلك، فقد عانت العلاقات الإثيوبية مع جيرانها من تصدعات ملحوظة، وتحولت السياسة الخارجية الإثيوبية إلى مصدر توتر داخل القرن الإفريقي، مما أثار تهديدات مباشرة للأمن والسلامة الإقليميين.

تجسدت هذه التوترات في عدة قضايا رئيسية:

1. العلاقات مع إريتريا: شهدت العلاقات الإثيوبية الإريترية تدهوراً ملحوظاً، بما في ذلك إيقاف رحلات الطيران التي كانت رمزاً للسلام بين البلدين. بعد اتفاق بريتوريا للسلام، تصاعدت التوترات بين البلدين، حيث اتهمت مصادر إريترية إثيوبيا بالتحضير لعمل عسكري ضدها. هذا التصعيد أدى إلى إيقاف رحلات الخطوط الجوية الإثيوبية إلى أسمرة، مما عكس تجدد الصراعات بين البلدين.

2. الصومال وأرض الصومال: أثار الاعتراف الإثيوبي بأرض الصومال وتوقيع اتفاق يؤمن لها منفذًا بحريًا غضب الحكومة الصومالية، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين إثيوبيا والصومال. كما أدت التدخلات الإثيوبية في الشؤون الصومالية إلى طرد القوات الإثيوبية من الأراضي الصومالية، وزيادة المخاوف الأمنية مع انتهاء بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال.

3. السودان: توترت العلاقات بين إثيوبيا والسودان بسبب النزاعات الحدودية حول إقليم الفشقة، واستخدام الجيش الإثيوبي القوة العسكرية ضد القوات السودانية. كما أثرت حرب الأمهرة في العلاقات مع السودان، مما دفع الأخير إلى إغلاق معبر القلابات الحدودي.

4. تمرد الأمهرة: تصاعد التمرد في إقليم أمهرة نتيجة تجاهل الحكومة الإثيوبية لمطالب الأمهرة في اتفاقية السلام مع جبهة تحرير شعب تيجراي، مما أدى إلى صراع داخلي جديد وتدهور العلاقات مع السودان.

تستمر السياسة الداخلية الإثيوبية في التأثير على سياستها الخارجية، حيث تسعى الحكومة إلى إيجاد عدو خارجي لتوحيد الشعب الإثيوبي وتجنب النزاعات الداخلية. ورغم جهود الحكومة لتحقيق التنمية والتقدم، فإن التوترات المستمرة تعكس تعقيد الوضع الداخلي والإقليمي لإثيوبيا، مما يهدد الاستقرار والسلام في المنطقة.

موضوعات متعلقة