كيف تمكنت إسرائيل من توجيه عمليات نوعية ضد قادة حماس وحزب الله؟
في سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة، أضافت إسرائيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وحسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، إلى قائمة طويلة من القيادات المستهدفة، مما أثار تساؤلات عديدة حول فعالية العمليات العسكرية والأسباب وراء النجاح السريع في تحديد مواقع هذه الشخصيات.
بعد تنفيذ هذه العمليات، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن المهمة لم تنته بعد، بينما أشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إلى أن "كل الوسائل مطروحة على الطاولة"، مضيفًا أن لدى إسرائيل قدرات عديدة لا تزال غير مفعلة.
من جهة أخرى، انتقد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، العمليات الإسرائيلية، مشيرًا إلى ما اعتبره "قصر نظر" القيادة الإسرائيلية، ومؤكدًا أن حزب الله يمتلك بنية قوية تجعل من الصعب إلحاق ضرر جوهري به.
تكنولوجيا متطورة وخرق أمني في الحركة والجماعة
يؤكد العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوة الأمم المتحدة، على أهمية القدرات التقنية والتكنولوجية الإسرائيلية في مجال التجسس. إذ تملك إسرائيل إمكانيات متقدمة في استخدام الأقمار الصناعية لجمع المعلومات.
كما تشير المعلومات إلى أن مشاركة عناصر حزب الله في القتال بسوريا، منذ عام 2011، قد ساهمت في تسهيل رصد تحركاتهم، حيث استخدموا أنظمة اتصال تقليدية كانت عرضة للرصد.
وذكر شحادة أن هناك تعاونًا استخباراتيًا واسعًا بين إسرائيل ودول أخرى، مما ساعد في جمع معلومات حيوية عن قيادات حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت العمليات الأخيرة أن حزب الله قد تعرض لخرق أمني داخلي، مما مكن إسرائيل من تحديد مواقع قياداته بدقة.
تداعيات مقتل حسن نصرالله أمين حزب الله اللبناني
المحللون يتوقعون أن مقتل نصرالله سيكون له تأثير كبير على حزب الله والمشروع الإيراني في المنطقة. ورغم أن مقتل قيادات بارزة لا يعني نهاية حزب الله، فإن العملية تُعتبر "زلزالًا حقيقيًا" هز كيان الحزب، الذي يعتمد على قاعدة شعبية قوية.
على الرغم من هذه الضغوط، يبقى حزب الله محتفظًا بقدراته التنظيمية، وقد يتجه نحو استخدام أساليب تقليدية في التواصل لتفادي الكشف، كما فعل سابقًا.
تبين العمليات الأخيرة أن التفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي لا يكفي وحده لضمان النجاح، فوجود خرق أمني داخلي كان له دور كبير في نجاح هذه العمليات. المراقبون يعتبرون أن حزب الله سيحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياته في مواجهة التهديدات المستقبلية، خاصة بعد مقتل شخصيات محورية مثل نصرالله.