بريطانيا تغلق آخر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم
تغلق بريطانيا اليوم الاثنين، آخر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في البلاد، في خطوة تنهي من خلالها اعتمادها على الوقود الأحفوري الذي اعتمدت عليه لتوليد الكهرباء لمدة 142 عامًا.
وأشارت وكالة "بي إيه ميديا" البريطانية إلى أن محطة (راتكليف أون سور)، التي سيتم اغلاقها، تقوم بتوليد الكهرباء منذ عام 1968، عبر أربع غلايات تعمل بالفحم، وثمانية أبراج تبريد ضخمة، ومدخنة يبلغ ارتفاعها 199 مترًا، وكان بإمكان المحطة تزويد حوالي مليوني منزل بالطاقة.
وأوضحت أن هذه المحطة كانت الأخيرة من نوعها في المملكة المتحدة منذ سبتمبر 2023، وذلك بعد إغلاق محطة (كيلروت) في أيرلندا الشمالية التي كان يجري فيها توليد الكهرباء باستخدام الفحم أيضًا.
وتُعدُّ المملكة المتحدة موطنًا لأول محطة طاقة تعمل بالفحم في العالم، والتي افتُتحت في لندن عام 1882، وخلال النصف الأول من القرن الـ20 كان أكثر من ألف منجم للفحم ما تزال تعمل في المملكة المتحدة، وبحلول عام 1984 لم يتبقَّ منها سوى 173 منجمًا فقط.
وفي عام 2015 أغلقت بريطانيا آخر مناجم الفحم على أراضيها، والذي يقع في منطقة كيلينجلي بعد بضعة أيام من توقيع اتفاق المناخ الذي أقيم في باريس؛ تمهيدًا لإيقاف جميع محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم في 2025.
وفي عام 2017 شملت الأرقام القياسية المسجلة للطاقة المتجددة في المملكة المتحدة أول 24 ساعة دون توليد الطاقة من الفحم منذ الثورة الصناعية في 21 أبريل، وكذلك أطول فترة دون توليد الطاقة من الفحم بلغت 40 ساعة و35 دقيقة يومَي 28 و29 أكتوبر.
وفي ظلّ أزمة الطاقة، لاسيما في أعقاب الأزمة الأوكرانية، طلبت الحكومة البريطانية من ثلاث شركات للطاقة إبقاء محطاتها التي تعمل بالفحم مفتوحة في عام 2022، لكنها أكدت في ذات الوقت أن هدفها المتمثل في الاستغناء عن الفحم الحجري في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2025 لم يتغير.
يذكر أن الفحم أكثر أنواع الوقود إضرارًا بالبيئة والأكثر كثافة من حيث الانبعاثات الكربونية التي تسبب الاحترار العالمي.
وعند تشغيل محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم، فإن ثاني أكسيد الكبريت، وثاني أكسيد النيتروجين، وجسيمات دقيقة، وزئبق؛ تنطلق كلها في الهواء والأنهار والجداول والبحيرات.