اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

وجهان لعملة واحدة.. العجمي الوريمي وحركة النهضة في خضم الأزمات بتونس

العجمي الوريمي
العجمي الوريمي

العجمي الوريمي، الأمين العام لحركة النهضة الإخوانية في تونس، يمثل تجسيدًا لظاهرة تتسم بالتناقضات؛ فهو يبدو وديعًا في الظاهر لكنه يحمل في باطنه استراتيجيات متلونة ومرتبطة بممارسات قد تكون مهددة لأمن الدولة. يعتبر الوريمي من القيادات المهمة في الحركة، وقد عولت عليه جماعته لاستعادة الحياة السياسية ورص الصفوف في فترة حرجة.

في الأسابيع الأخيرة، واجه الوريمي أزمة كبيرة بعد أن قررت دائرة الاتهام المختصة في قضايا الإرهاب بمحكمة الاستئناف بتونس عدم الإفراج عنه. هذه الخطوة تأتي في وقت كان فيه إخوان تونس يأملون أن يظل الوريمي قادرًا على استكمال مهام زعيمهم المحبوس، راشد الغنوشي، الذي وُجهت له تهم إرهابية.

القضية تعود جذورها إلى يوليو/تموز، عندما أحالت النيابة العامة الوريمي وثلاثة آخرين من إخوانه إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب. تم توجيه الاتهامات لهم بالتآمر ومحاولاتهم تأجيج الأوضاع السياسية في البلاد وإثارة الفوضى، وهو ما يُعَد تطورًا كبيرًا في ظل سياق يشهد توترًا متزايدًا في الساحة السياسية التونسية.

تعود التفاصيل إلى شهر رمضان من عام 2023، عندما انتشر تسجيل لمحادثة جمعت بين عدد من المتهمين، وفيها دعوات للعصيان. هذا التسجيل تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار قلق السلطات التونسية ودفعها إلى التحقيق في الأمر. نتيجة لذلك، تم العثور على وثائق ومخططات تحريضية خلال عمليات التفتيش التي طالت مقرات إقامة قيادات الحركة، بما في ذلك مقر الوريمي.

تحقيقات الأمن أسفرت عن اكتشاف أن المخطط يشمل دعوات للعصيان العام واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة بهدف خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار. هذه المعطيات تضع الوريمي في دائرة الاتهام، حيث يُنظر إليه كجزء من جهد منظم لزعزعة النظام.

شخصية العجمي الوريمي

أما عن شخصية الوريمي، فقد أُعتبر في السابق من الشخصيات «الحميمة» داخل الحركة، حيث يُنظر إليه على أنه شخصية تبدو وديعة لكنها تخفي طموحات أكبر. رغم دعواته المعلنة للتغيير داخل حركة النهضة والتخلي عن الجانب الدعوي، إلا أن تاريخه يُظهر أنه كان جزءًا من قيادات الحركة في أوقات حرجة، بما في ذلك سجنه في أوائل التسعينيات بعد اتهامه بالتآمر على أمن الدولة.

مسيرته بدأت في 1981، حيث انخرط في نشاطات حركة الاتجاه الإسلامي، التي تحولت لاحقًا إلى حركة النهضة. وبعد سجنه في عام 1991، عاد ليكون له دور فعال في الحركة بعد الثورة التونسية في 2011. تولى مناصب قيادية عدة، لكنه الآن يواجه تحديات هائلة بعد الحبس الذي طال زعماء الحركة والتهم الموجهة إليه.

تبدو الأمور غير واضحة لمستقبل حركة النهضة بعد سلسلة من الضغوط القانونية والسياسية. ومع استمرار تراجع نفوذهم في الساحة السياسية، يبدو أن الوريمي، الذي كان يُعتقد أنه الأمل في إعادة بناء الحركة، يواجه مصيرًا غامضًا، مما يترك إخوان تونس في حالة من عدم اليقين والتوتر.


موضوعات متعلقة