اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

قبضة جوية حديدية.. إسرائيل تمحو درع إيران الدفاعي

منظومة إس 400
منظومة إس 400

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن إيران كانت تمتلك أربع منظومات صواريخ إس-300 المتطورة للدفاع الجوي قبل فجر السبت، والتي تُعد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في ترسانتها، إلا أن "جميعها دُمرت" خلال هجمات إسرائيلية مكثفة على مواقع داخل الأراضي الإيرانية.

وذكرت الصحيفة أن أكثر من 100 طائرة إسرائيلية شاركت في هذا الهجوم الذي استهدف 23 موقعاً داخل إيران، فيما قالت مصادر أمريكية وإسرائيلية إن هذه الضربات تسببت في "أضرار كبيرة" لبعض المنشآت الاستراتيجية التي قد تتطلب سنوات لإعادة بنائها واستعادة قدراتها الإنتاجية.

وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن هذه المنظومات التي تم تدميرها كانت قد زُودت بها إيران في عام 2016، وهي النسخة السابقة لمنظومة إس-400 الأكثر تطوراً، والتي تُعَد من أحدث الأنظمة الدفاعية الروسية.

ورغم الضربات المكثفة، التزمت إيران الصمت بشأن تفاصيل الهجمات وكيفية التصدي لها، حيث اكتفى الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بالإشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت عدداً من الصواريخ باتجاه بعض الرادارات الحدودية في محافظتي عيلام وخوزستان، إضافة إلى محيط محافظة طهران عبر الأجواء العراقية، واصفاً الأضرار بأنها "محدودة وذات تأثير ضئيل."

وأكدت الصحيفة أيضاً أن استهداف المواقع الإيرانية جاء بعد تفاهمات أمريكية-إسرائيلية، حيث استطاع الرئيس الأمريكي جو بايدن إقناع إسرائيل بتجنب استهداف المنشآت النووية والبنية التحتية النفطية في إيران، لتركز بدلاً من ذلك على منشآت عسكرية ودفاعية محددة، مما اعتبرته الصحيفة "ضربة قاسية" لطهران.

وسبق أن تناولت وسائل إعلام عالمية مثل "أكسيوس" و"رويترز" و"نيويورك تايمز" تفاصيل إضافية حول هذه الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الرادارات ومنشآت الصواريخ الإيرانية، ما يشير إلى عملية عسكرية إسرائيلية متكاملة ضد أهداف استراتيجية داخل إيران.

رأت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الهجوم الإسرائيلي على العديد من المنشآت العسكرية الإيرانية فجر السبت الماضي، والذي أتى بعنوان عملية "يمي تشوفا"، أو "أيام التوبة"، هي إحدى العمليات التاريخية التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي منذ نشأة الدولة العبرية عام 1948.

كما فاقت العملية الإسرائيلية، عمليات تاريخية سابقة مثل "عملية موكيد" في حرب 1967، أو "أرزاف 19"، التي أدت إلى تدمير بطاريات الصواريخ السورية كافة في لبنان عام 1982، وفق الصحيفة.

وعزت الصحيفة الإسرائيلية، نوعية العملية الناجحة والمؤثرة على إيران، لعدة أسباب، أبرزها أن الهجوم انتهى دون خسائر فادحة، فيما في عملية "موكيد"، تم إسقاط 10% من الطائرات.

وأردفت الصحيفة"بينما في عملية "أيام التوبة"، عادت جميع الطائرات الإسرائيلية، التي يزيد عددها على 130 طائرة، بسلام إلى قاعدتها، وفق مصدر عسكري صرح لــ "معاريف".

ومن الأسباب، أيضا، أن سلاح الجو الإسرائيلي، خلق لنفسه حرية التحليق فوق سماء إيران، وكأنها سماء لبنان أو سوريا أو غزة، كما أن الطيارين قصفوا أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، ما أدى إلى توقفها.

وكذلك، ألحق سلاح الجو الإسرائيلي، أضراراً بالتشكيلات الإستراتيجية للحرس الثوري الإيراني، وهي مكونات صناعة الصواريخ، والطائرات دون طيار.

كما أنه من المحتمل أن تكون الضربات الإسرائيلية، أثّرت على المشروع النووي في إيران، على حد قول المصدر العسكري لـ "معاريف".

وفي المستوى السياسي، لم يدل كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو بتصريحات حول الحدث، لعدم جر إيران إلى رد فعل، كما أن أي حديث في هذا الموضوع يولد معلومات يمكن أن تساعد الجانب الآخر، لذلك من الأفضل تقديم معلومات أقل، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وهنالك سبب ثالث آخر، وهو أن القوة الجوية الإسرائيلية محترفة، وبالتالي هي لا تحتفل بسقوط عدوها، وفق مصدر الصحيفة العسكري الغامض.

أخبار ذات علاقة

وختمت الصحيفة، بالقول"هي رأس الأفعى، ومصدر الإرهاب في المنطقة، وأي تغيير في الوضع على الحدود القريبة منا، سواء كانت غزة أو الضفة أو لبنان، يتطلب ضرب الرأس أولاً".

كما أن الدولة التي تريد الحياة، عليها أن ترد عندما تهاجمها دولة أخرى بـ 201 صاروخ باليستي، وعليها أن تدفع الثمن، وتشعر أنها مكشوفة.