أمريكا تدعو لاستئناف المفاوضات بين الكونغو ورواندا.. فرصة أخيرة للسلام في شرق الكونغو
أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، عن قلقها الشديد إزاء استمرار الهجمات التي تشنها حركة 23 مارس في مقاطعة كيفو الشمالية بالكونغو الديمقراطية. واعتبرت أن إحياء عملية السلام في المنطقة أصبح أمرًا بالغ الأهمية في ظل تصاعد العنف والصراع. وأكدت السفيرة الأمريكية على ضرورة عقد اجتماع جديد بين الكونغو الديمقراطية ورواندا برعاية أنجولا، وذلك في محاولة لإحياء العملية السلمية التي تم تعطيلها بعد إلغاء الاجتماع الثلاثي المقرر في 15 ديسمبر 2024 بسبب غياب مشاركة رواندا.
وأوضحت جرينفيلد في تصريحاتها أن الوضع في المنطقة يثير القلق بشكل كبير، خاصة في ظل التقدم الذي أحرزته حركة 23 مارس في احتلال الأراضي في مقاطعة كيفو الشمالية. وقالت:
وفي حديثها عن التقدم الذي تحقق منذ إطلاق عملية لواندا، أشارت السفيرة الأمريكية إلى أن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وكذلك إنشاء آلية التحقق المخصصة التي تقودها أنجولا، يمثلان خطوة هامة نحو تحقيق السلام. ومع ذلك، شددت على أن استمرار الدعم لحركة 23 مارس من قبل بعض الأطراف يتعارض مع الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم في المنطقة. وقالت: "من أجل تحقيق سلام مستدام، يجب أن نوقف كل أشكال الدعم المقدم لحركة 23 مارس، وكذلك بذل جهود ملموسة لانسحاب القوات الديمقراطية لتحرير رواندا من المنطقة".
وفي إطار تعزيز الجهود الدولية لحل الأزمة، بعث الرئيس الأنجولي، جواو لورينسو، في 18 ديسمبر الجاري برسالة إلى نظيره الرواندي، بول كاجامي، عبر وزير خارجيته تيتي أنطونيو، للتأكيد على التزام أنجولا بالوساطة في الأزمة، ودعماً لمواصلة الجهود التي تبذلها لتحقيق السلام والاستقرار في شرق الكونغو الديمقراطية.
وتستمر الأوضاع الأمنية في مقاطعة كيفو الشمالية في التدهور، حيث تواصل حركة 23 مارس هجماتها على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا بوساطة أنجولية. ورفضت كينشاسا، العاصمة الكونغولية، إجراء أي حوار مباشر مع هذه الجماعة المسلحة، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف السياسي ويسهم في تعميق الأزمة.
من جانبها، طالبت الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي كافة الأطراف المعنية بتكثيف الجهود الرامية إلى تجنب التصعيد العسكري في المنطقة، مشددين على أهمية اغتنام الفرصة الحالية من أجل تحقيق سلام دائم في شرق الكونغو الديمقراطية، والعمل على تنفيذ آلية التحقق وتعزيز التفاهم بين الدول المعنية بهدف دعم استقرار المنطقة.