مناظرة ترامب وهاريس.. معركة الكلمات والتكتيك والاستفزاز
تتوجه الأنظار اليوم إلى الولايات المتحدة لمتابعة المناظرة الحاسمة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبته السابقة وزيرة الخارجية الديمقراطية كامالا هاريس. تلعب المناظرات دورًا محوريًا في تشكيل آراء الناخبين بشأن المرشحين الرئاسيين، وقد تكون لها تأثيرات بارزة على نتائج الانتخابات، خاصة إذا شهدت لحظات غير متوقعة أو مثيرة.
تتمتع هاريس بخبرة طويلة اكتسبتها من سنوات عملها في المجال القضائي، حيث أعتمدت على استراتيجيات تتضمن ضبط النفس والتوقيت المناسب والفكاهة للتواصل بفعالية مع الجمهور. ومع ذلك، فإنها تواجه انتقادات تتعلق بأسلوبها المفرط في الحذر وإجاباتها المختصرة.
من ناحية أخرى، يتميز ترامب بمهارة كبيرة في المناظرات، حيث يظهر بثقة عالية ويستخدم أسلوبه المعروف في الاستفزاز والمقاطعة. وقد تكون المناظرة القادمة مسرحًا لتبادل الاستفزازات، حيث سيحرص كلا المرشحين على استغلال هذه الاستراتيجية لإحراج الخصم وكشف نقاط ضعفه.
تستعد هاريس ليس فقط للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالقضايا السياسية البارزة مثل الإجهاض والهجرة والاقتصاد، بل أيضًا لمواجهة لحظات غير متوقعة قد تمنحها فرصة للتفوق، كما حدث في مناسبات سابقة خلال مسيرتها السياسية. في هذا السياق، أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" بأن ترامب قد يلجأ إلى تعليقات مهينة ضد هاريس، حيث يُحتمل أن يصفها بـ"هذه الفتاة"، مما يتطلب من هاريس الاستعداد لمواجهة مثل هذه الهجمات.
ترامب، الذي اعتاد السخرية من ضحكة هاريس ووصفها بـ"الرفيقة كامالا هاريس" للدلالة على توجهاتها السياسية الراديكالية، قد يستمر في استخدام أسلوبه المعروف في الاستفزاز. وفي هذا الصدد، تستند هاريس إلى نصائح قدمتها لها هيلاري كلينتون، التي أوصتها بعدم الانجرار وراء استفزازات ترامب، بل استخدام الاستفزاز بشكل ذكي. في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت كلينتون إلى لحظة من مناظرتها مع ترامب في عام 2016 كمثال على كيفية التعامل مع الاستفزاز بفعالية.
لتفادي الوقوع في فخ الاستفزاز، يحرص فريق ترامب على توجيه النصائح للرئيس السابق لتجنب استخدام الإهانات والعبارات القاسية ضد هاريس، بهدف تجنب الظهور بمظهر عدواني أمام الناخبين.
من المؤكد أن المناظرة بين هاريس وترامب ستكون مليئة بالتحديات وساخنة، وستكون فرص الفوز بالسلاح الاستفزازي محل اختبار حقيقي.