اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

بين النار والدبلوماسية.. إسرائيل تضرب إيران وسط تنسيق مع واشنطن

الهجوم الإسرائيلي على إيران
الهجوم الإسرائيلي على إيران

في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، شنّت إسرائيل هجومًا على منشآت عسكرية إيرانية، استمر لفترة تقارب الأربع ساعات. وفقًا للمعلومات المتاحة، يُظهر الهجوم أن تل أبيب ربما استجابت لتحذيرات الولايات المتحدة، حيث تم تخفيف حدة العملية لتجنب إحداث أضرار جسيمة.

التنسيق مع واشنطن

ذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت على علم بخطط الهجوم الإسرائيلي، حيث تم إبلاغها بالضربة قبل تنفيذها. وكان الهجوم ردًا على إطلاق صواريخ باليستية من إيران في الأول من أكتوبر، مما أدى إلى إجراء محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لتنسيق الخطوات المتخذة. وقد تم إبلاغ واشنطن بالوقت المحدد للهجوم.

مصدر إسرائيلي أكد أن الأهداف المحددة للهجوم كانت "عسكرية واستخباراتية فقط"، مما يشير إلى تركيز العملية على منشآت معينة دون التسبب في تصعيد أكبر.

دور النفوذ الأمريكي

في سياق متصل، علق جدعون ليفي، المساعد السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز، على الهجوم قائلًا إن النفوذ الأمريكي أخيرًا بدأ يظهر تأثيره، إذ اختارت إسرائيل تنفيذ عملية "أكثر اعتدالًا" من تلك التي كانت متوقعة. ليفي، الذي يكتب عمودًا في صحيفة "هاآرتس"، اعتبر الهجوم انتقامًا عادلًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تكن تستمع لنصائح الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.

على الرغم من ذلك، أوضح المسؤولون الأمريكيون مؤخرًا أنهم لا يرغبون في أن تستهدف إسرائيل المواقع النووية الإيرانية أو حقول النفط، مما يعكس محاولة للحد من التصعيد العسكري بين الطرفين.

بيان وزارة الدفاع الأمريكية

أصدر البنتاغون بيانًا عقب الهجمات، أكد فيه علم الولايات المتحدة المسبق بخطط إسرائيل، مع نفي أي تدخل أمريكي في العملية. وأكد البيان على التزام الولايات المتحدة القوي بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. وأشار وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى أنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت، للحصول على آخر المستجدات حول الهجوم.

كما شدد البيان على أهمية تعزيز القوة الأمريكية في المنطقة لحماية مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل والشركاء في مواجهة تهديدات إيران.

تحذيرات سابقة عن هجوم وشيك

قبل تنفيذ الهجوم، ظهرت تكهنات حول إمكانية حدوثه، حيث أعلن القيادة المركزية الأمريكية عن نشر المزيد من طائرات إف-16 في المنطقة. في سياق متصل، لم يؤكد جون كيربي، مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي، ما إذا كان تعزيز الدفاعات الأمريكية يشير إلى هجوم إسرائيلي.

وعقب الهجوم، حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، من رد فعل إسرائيلي في حال أقدمت إيران على تصعيد الموقف، مؤكدًا أن تل أبيب مستعدة للرد في حال حدوث أي تصعيد.

من جانبها، أكدت إيران حقها في الرد على أي هجوم، مشددة على أنها ستتخذ إجراءات مضادة لأي اعتداء قد تتعرض له.

خلفية التوترات بين إسرائيل وإيران

يأتي هذا الهجوم الإسرائيلي في سياق تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد أن أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل قبل حوالي شهر، وذلك ردًا على عمليات اغتيال مرتبطة بأمنها القومي. هذه الأحداث تعكس حالة عدم الاستقرار المستمرة في المنطقة وتزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.