احتجاجات كوريا الجنوبية.. نكات وسخرية وأعلام فكاهية تضيء شوارع الغضب
في مشهد غير تقليدي في شوارع كوريا الجنوبية، توافد المتظاهرون للمطالبة بعزل الرئيس يون سوك يول، لكن بعضهم قرر أن يعبر عن غضبه بطريقة فكاهية وغير تقليدية. فقد اختار هؤلاء استخدام النكات، الرسوم الساخرة، وحتى الحيوانات الأليفة في احتجاجاتهم ضد الرئيس الذي قوبل مرسومه بشأن فرض الأحكام العرفية في 3 ديسمبر/ كانون الأول بردود فعل غاضبة في الشارع.
ورغم الجدية التي تحملها مطالباتهم، حمل المتظاهرون لافتات وأعلامًا تحتوي على رسائل فكاهية تمثل مجموعة متنوعة من الموضوعات مثل القطط، وثعالب البحر، والبيتزا، والمعجنات. هذه الرسائل كانت تهدف إلى السخرية من القرار الرئاسي، وتوحيد صفوف المحتجين. لافتات تستهزئ بإعلان الأحكام العرفية من قبل الرئيس، مدعية أن ذلك أجبرهم على مغادرة دفء بيوتهم، وقد انتشرت هذه الصور على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع.
وكانت الفكرة الأساسية هي استخدام الفكاهة لتوحيد الصفوف ضد الرئيس، الذي يصر على مقاومة فكرة عزله، في وقت يعاني فيه المواطنون من تبعات مرسوم الأحكام العرفية. وفي هذا السياق، ظهرت بعض الأعلام التي تمثل جماعات وهمية مثل "جمعية الزلابية"، في محاكاة ساخرة لمجموعات حقيقة مثل النقابات العمالية أو الأندية الطلابية، ليعكس المتظاهرون بذلك رفضهم لما يحدث بطريقة مبتكرة.
وقد علقت كيم سي-ريم، 28 عامًا، التي شاركت في الاحتجاج حاملة علم "جمعية الزلابية"، قائلة: "أردنا فقط أن نوضح أننا هنا كجزء من الشعب، حتى وإن لم نكن جزءًا من جماعة مدنية فعلية". وفيما يتعلق بالأعلام الغريبة، أشار كوون أوه-هيوك، أحد المشاركين المتكررين في الاحتجاجات، إلى أن هذه السخرية كانت جزءًا من روح الاحتجاج الكورية، وهي ليست جديدة، فقد ظهرت في احتجاجات سابقة ضد الرئيسة السابقة بارك غون-هي في عامي 2016 و2017.
أما لي كي هون، أستاذ التاريخ الكوري الحديث، فقد أشار إلى أن هذه الأعلام تعكس تنوع الأشخاص الذين انضموا للاحتجاجات، وأنها تسلط الضوء على حالة الرفض والقلق الشعبي من أحكام الرئيس يون. وقال: "حتى الذين لا ينتمون لأحزاب سياسية أو جماعات معينة، يرون أن الوضع لا يمكن تحمله".
ومن بين اللافتات الساخرة، حمل البعض شعارات تتحدث عن كيف أن الرئيس يون منعهم من رعاية حيواناتهم الأليفة أو أفسد روتينهم في مشاهدة الدراما الكورية. وكانت هناك أيضًا مجموعة من الأشخاص الذين أطلقوا على أنفسهم "اتحاد محبي السهر"، مشيرين إلى أن احتجاجهم على الأحكام العرفية قد أجبرهم على تغيير مواعيدهم.
وبينما كانت الاحتجاجات تدور حول قضية سياسية جادة، أظهرت الأجواء التي سادت الشوارع مشهدًا خفيفًا يشبه الكرنفال، حيث أثبت الكوريون الجنوبيون أن الاحتجاج يمكن أن يحمل في طياته أيضًا لمسة من الفرح والاحتفاء. وأكد لي: "على الرغم من غضبهم، لم يكن المحتجون جديين أو واعظين في مواقفهم. الأعلام كان لها تأثير كبير في تخفيف التوتر".
وفي اليوم الذي صوت فيه البرلمان على عزل الرئيس، كان المتظاهرون يرقصون على أنغام أغاني البوب المنبعثة من مكبرات الصوت، وهو ما جعل لي جونغ-مين، البالغة من العمر 31 عامًا، تقول: "على الرغم من أن هذا يوم جدي، فلا بأس أن نتمتع به ونحافظ على روحنا المعنوية مرتفعة".