أيديولوجية كتيبة تحرير ماسينا.. جهادية سلفية لمعادة الغرب
تعدكتيبة تحرير ماسينا، المعروفة أيضًا باسم جبهة تحرير ماسينا، هي جماعة مسلحة إسلامية تنشط في وسط مالي.
تأسست الجماعة عام 2015 على يد أمادو كوفا، وهو داعية إسلامي من جماعة الفولان العرقية.
تهدف الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في منطقة ماسينا، وهي منطقة تاريخية تقع في وسط مالي.
كان الزعيم المؤسس لكتيبة تحرير ماسينا. أمادو كوفا داعيًا إسلاميًا من جماعة الفولان العرقية، واشتهر بخطبه النارية التي تحث على الجهاد ضد الحكومة المالية والقوات الأجنبية. قُتل كوفا في غارة جوية فرنسية عام 2018.
تتبع كتيبة تحرير ماسينا أيديولوجية جهادية سلفية، حيث تسعى الجماعة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل صارم.
تعتبر الجماعة الحكومة المالية فاسدة وعميلة للغرب، وتعادي الجماعة أيضًا القوات الأجنبية المتواجدة في مالي، وتعتبرها احتلالًا غربيًا.
وتمثل "جبهة تحرير ماسينا" في مالي أحد النماذج الجديدة لهذه التنظيمات الإرهابية، التي سعت إلى استغلال انتماء معظم عناصرها إلى قومية "الفولاني" التي تتواجد في وسط مالي وتمثل نحو 9% من عدد السكان حسب بعض التقديرات، من أجل تنفيذ عمليات إرهابية نوعية وتوسيع نطاق نفوذها، وهو ما بدا جليًا في مسارعتها إلى إعلان المسئولية عن الهجوم الإرهابي على فندق "ماديسون بلو" في العاصمة المالية باماكو، في نوفمبر 2015، رغم إعلان تنظيم "المرابطون"، قبل ذلك، مسئوليته عن وقوع الهجوم.
لكن اللافت في هذا السياق، هو أن تلك الجبهة لم تسع إلى منافسة التنظيمات الإرهابية الرئيسية الموجودة في غرب أفريقيا، بل على العكس من ذلك، اتجهت إلى التواصل ورفع مستوى التنسيق مع بعض تلك التنظيمات فضلا عن المشاركة في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية، على غرار العملية الإرهابية التي وقعت في إحدى القواعد العسكرية في وسط مالي، في يوليو 2016، وأسفرت عن مقتل 17 جنديًا وإصابة 35 آخرين، حيث شاركت الحركة في تنفيذها إلى جانب "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتمثلت مهمة عناصرها في استهداف أية تعزيزات عسكرية قد تفد إلى القاعدة العسكرية التي سيطرت عليها عناصر التنظيم الأخير لفترة وجيزة.
تُعدّ "جبهة تحرير ماسينا" جماعة مسلحة إسلامية نشأت في مالي عام 2015، وتشير التقديرات إلى أنّ عدد مقاتليها يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل. على الرغم من عدم ارتباطها بشكل مباشر بِأيّ من التنظيمات الإرهابية الرئيسية في المنطقة، تُظهر جبهة تحرير ماسينا ميولًا فكريةً قريبة من تنظيم "القاعدة".
أدّت أعمال جبهة تحرير ماسينا إلى تفاقم انعدام الأمن والعنف في وسط مالي، ممّا أدّى إلى نزوحٍ جماعيٍّ للسكان وتعطيل الخدمات الأساسية. تُشكل الجبهة تهديدًا كبيرًا لاستقرار مالي ومستقبلها.
نفّذت جبهة تحرير ماسينا العديد من الهجمات على المدنيين والعسكريين في وسط مالي، شملت هجماتٍ على القرى، واغتيالات، وتفجيرات، وزرع عبواتٍ ناسفة. كما تُتهم الجبهة بارتكاب انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان، بما في ذلك القتل الجماعي والاختطاف والاغتصاب.